-->
Type Here to Get Search Results !

رانيا سكر حكاية هارفاراد


ترجمة: مروة مقبول– رغم أنها مولودة بالولايات المتحدة، اضطرت رانيا سُكّر Rania Succar لطمس هويتها العربية حتى تتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة، فهي أمريكية من أصل سوري لأبوين هاجرا إلى الولايات المتحدة في أوائل السبعينيات.

لكن السيدة، التي كتبت فيما بعد قصة نجاح لافتة في قطاع التكنولوجيا، تعهدت بينها وبين نفسها أن تسعى بكل جهدها لكي تضع حدًا لوصمة العار التي يشعر بها الأمريكيون العرب عندما يتعلق الأمر بثقافتهم وأصولهم وهويتهم، بحسب ما ذكرته صحيفة Arab News.

“وصمة عار”

وفي لقائها مع الصحفي المخضرم راي حنانيا، الذي استضافها في برنامجه الأسبوعي The Ray Hanania Show، قالت السيدة سُكر، أحد مؤسسي منظمة جسور Jusoor غير الربحية، إن تراثها وأصلها السوري يعتبر حاليًا “ميزة” وليس “عائقًا” في عالم أصبح يعترف اليوم بالتنوع كعنصر من عناصر نجاح الشركات والأعمال، بعكس ما كان عليه الأمر قبل ذلك.

وأضافت، خلال البرنامج الذي يتم بثه عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا، إنها في وقت سابق من مسيرتها المهنية، كانت تشعر بالخجل من نسبها العربي، ووصل الأمر بها إلى حد أنها عندما تقدمت لوظيفتها الأولى، قامت بحذف أي إشارة إلى أصولها العربية، أو أي شيء يدل على أنها أمريكية عربية، من سيرتها الذاتية.

وأكدت أن هذا الوضع تغير مع الوقت، مشيرة إلى أن ما حدث معها أنشأ لديها رغبة في أن تغيّر هذه النظرة السلبية للأمريكيين العرب وذوي الأصول العربية، وركزت على ضرورة أن يفهم الجميع ويدركون قيمتها، وما يمكن أن تقدمه للمجتمع، دون التأثر بأي أفكار مسبقة حول هويتها أو خلفيتها الثقافية، وهو ما رأت أنه تحقق الآن بالفعل، حيث أصبحت البيئة اليوم مختلفة تمامًا، وأصبح التنوع قوة في المجتمع الأمريكي، وبصفة خاصة في قطاع التكنولوجيا.

انتصار التنوع

وأعادت رانيا الفضل في التغير الذي حدث في حياتها إلى بيئة العمل التي التحقت بها وهي شركة Intuit، حيث عملت بها نائبًا لرئيس منصة Intuit QuickBooks Money Platform، قبل أن تصبح الرئيس التنفيذي لمنصة Intuit Mailchimp في أغسطس 2022، أحد أنظمة تسليم الرسائل الإخبارية الإلكترونية الرائدة في البلاد.

وأوضحت أن شركة Intuit تؤمن بأنه يجب أن يحصل الجميع على فرص متكافئة، وهي منصة تقنية عالمية تساعد المستهلكين والشركات الصغيرة على التغلب على أهم التحديات المالية التي يواجهونها، وتخدم أكثر من 100 مليون عميل حول العالم بمنتجات تشمل أيضًا TurboTax وQuickBooks وMint وCredit Karma.

وأضافت: “نحاول في شركتنا أن يكون لدينا قوة عاملة واسعة ومتنوعة جدًا، تأتي بجميع أشكال التمثيل والخلفيات المتنوعة، ونحن نحتفل بهذا ونرحب به، لأنه يجلب تنوعًا في الفكر والخبرة، ويجعلنا أقوى”.


وتابعت: “نحتفل اليوم بالتنوع بعد ان كان ينظر إليه على أنه شيء سلبي، لذلك فأنا أحرص على التحدث بصراحة شديدة عن خلفيتي وهويتي، لكي أساعد الآخرين على التحدث بصراحة عن خلفيتهم وهويتهم”.

مؤسسة “جسور”

سيتم تكريم رانيا هذا الشهر، وبالتحديد يوم 22 سبتمبر، عن عملها في مؤسسة “جسور”، التي شاركت في تأسيسها عام 2011 مع العديد من أصدقائها.

حيث ستحصل على جائزة أفضل مؤسسة خيرية عربية أمريكية لهذا العام في حفل Threads of Giving، برعاية المركز العربي الأمريكي للأعمال الخيرية Center for Arab American Philanthropy.

ووجهت منظمة “جسور” أكثر من 20 مليون دولار لدعم الطلاب السوريين، حيث قدمت لهم التعليم والمنح الدراسية الدولية وبرامج ريادة الأعمال وفرص التطوير الوظيفي. وساعدت ما يقرب من 15 ألف شاب سوري على متابعة التعليم الجامعي.

وأوضحت رانيا أن اتصالها الدائم بسوريا هو الذي أوحى إليها بأهمية مساعدة الشباب هناك، ومنحهم الأمل في الحصول على فرص متكافئة، كتلك التي حصل عليها الشباب العربي الأمريكي خلال نشأته في الولايات المتحدة.


العائلة والوطن

وذكرت رانيا أن والديها هاجرا من سوريا إلى أمريكا في أوائل السبعينيات، وكان والدها يعمل طبيبًا، بينما درست والدتها علوم الكمبيوتر.

وأوضحت أنه على الرغم من أنها وُلدت في الولايات المتحدة، إلا أنها نشأت على احترام وتقدير كلا الثقافتين، العربية والأمريكية. كما أن صلتها بسوريا لم تنقطع، فقد اعتادت أن تقضي كل صيف في الوطن سوريا، وخاصة دمشق، كما تفعل العديد من العائلات ذات الأصول العربية.

وقالت: “رأيت جمال الثقافة العربية، وأدركت التاريخ الغني لذلك الجزء من العالم بشكل أوسع، وأصبح جزءًا كبيرًا من هويتي.. خاصة عندما نذهب إلى تَدمُر، ونرى أجزاءً من دمشق كأقدم مدينة مأهولة في العالم”.

كما تحدثت رانيا عن الدفء العائلي والحب العفوي والود الموصول بين الجيران، وهو شيء لم تكن لتختبره سوى في وطنها العربي.

وأشارت إلى أنه على الرغم من الأجواء والطقوس الأسرية الخاصة بهذا الجزء من العالم، إلا أنها أدركت أنه باختلاف الزمان، لا زالت  قيود الحياة في الشرق الأوسط تحد من طموحات الكثيرين، كما كان الحال مع عائلتها.

وتابعت: “الجزء الأكثر أهمية في تلك التجربة هو العلاقات التي كونتها مع أبناء عمومتي، ففي سن مبكرة جدًا، لم يكن هناك شيء يفرقنا في هذا العالم، فلقد كانت أحلامنا متشابهة ولدينا نفس الطاقة”.

وأضافت: “لكن عندما وصلنا إلى سنوات المراهقة، بدأت ألاحظ أنني وأبناء عمومتي اختلفنا بشكل كبير. فقد كنت أحلم بالذهاب إلى جامعة هارفارد لدراسة أشياء مذهلة، وكانت لدي أحلام فيما يتعلق بمسيرتي المهنية والطريقة التي سأغير بها العالم، بينما بدأت أحلامهم تتضاءل. لقد بدأوا بالزواج، وتزوجت الفتيات في سن مبكرة جدًا، لأنه لم يكن هناك هدف آخر لهم في الحياة سوى الزواج”.

وتابعت: “وفي وقت سابق، كان الأولاد يذهبون إلى الجامعة، وبحلول الوقت الذي يصل فيه الابن الثاني أو الثالث إلى سن الجامعة، كانوا يتوقفون عن ذلك، حيث انتهى بهم الأمر جميعًا إلى العمل في شركة والدهم التي قاموا بتقسيمها فيما بعد إلى أربعة أقسام، بحيث يتمكن كل ابن من الحفاظ على أسرته”.

وأشارت إلى أنها أدركت هناك في سوريا كيف يمكن للاقتصاد أن يتحكم في أحلام الشباب ويحدد مصيرهم ومستقبلهم.

من هي رانيا سُكر؟

درست رانيا في جامعة هارفارد، وحصلت على البكالوريوس، ونالت درجة الماجستير من كلية هارفارد للأعمال، ثم من كلية هارفارد كينيدي.

تدرجت خلال مسيرتها المهنية بشكل سريع من خلال خبراتها في مؤسسة ميريل لينش للوساطة والاستشارات الاستثمارية، وماكينزي للاستشارات الإدارية العالمية وجوجل.

أمضت أكثر من 7 سنوات في Intuit Quickbooks، حيث أطلق فريقها العديد من حلول التمويل التي غيرت قواعد اللعبة لمساعدة الشركات الصغيرة

كانت عضوًا في اتحاد الطلاب العرب في جامعة هارفارد وساعدت في تأسيس رابطة خريجي جامعة هارفارد العرب.

كان والدها أحد مؤسسي الجمعية الطبية العربية الأمريكية، التي قامت بتمويل المنح الدراسية لتعزيز التعليم للأولاد والفتيات أيضًا.